الأمم المتحدة: غزة بلا غذاء أو دواء وسط استهداف مستمر للمدنيين
الأمم المتحدة: غزة بلا غذاء أو دواء وسط استهداف مستمر للمدنيين
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تفاقم الكارثة في قطاع غزة، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي الذي لم يستثنِ خيام النازحين أو المباني السكنية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة، إلى جانب أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية المدنية الحيوية.
وأشار نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق في بيان يوم الأربعاء، إلى أن المخزونات الإنسانية إما أوشكت على النفاد أو نفدت بالكامل، وسط استمرار الحظر الشامل على دخول الإمدادات إلى غزة منذ قرابة شهرين، ما ترك أكثر من مليوني شخص يصارعون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والأدوية والمأوى، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
مطابخ أُغلقت وملاجئ مفقودة
كشف فرحان حق عن أن الشركاء الإنسانيين اضطروا إلى إغلاق مزيد من المطابخ المجتمعية هذا الأسبوع، في وقت لم تعد فيه هناك خيام لتوزيعها.
وأكد أن ما تبقى من مجموعات المأوى الطارئة -التي لا تشمل خيامًا- سيجري توزيعه خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل عجز مطلق عن تلبية احتياجات مئات الآلاف من النازحين.
وأوضح أن بعض سكان قطاع غزة باتوا يعيشون على بعد أقل من عشرة أمتار من مياه الصرف الصحي المكشوفة، بعد أن دُمرت أكثر من 12 شاحنة كانت تُستخدم لجمع ونقل مياه المجاري، في ظل عجز عن إصلاح الشبكة بسبب نقص الوقود وغياب المولدات والألواح الشمسية وأنابيب المياه.
انهيار الرعاية الصحية
أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن نفاد جميع مواد الحماية التي يقدمها، بما فيها مستلزمات النظافة الأساسية والشهرية، مؤكدًا أن النقص الشديد في الوقود يعرقل تشغيل المراكز الآمنة للنساء والفتيات المتضررات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويحول دون تنظيم حملات التوعية المجتمعية الضرورية.
وأفاد الصندوق بأن سبعة مستشفيات فقط، وأربعة مستشفيات ميدانية، ما تزال تقدم خدمات توليد جزئية في مختلف أنحاء غزة.
كما سجلت هذه المنشآت ارتفاعًا مقلقًا في عدد النساء الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين سوء التغذية الحاد، ما أدى إلى ولادة معظم الأطفال حديثي الولادة بوزن ناقص يهدد حياتهم.
وضع مقلق في الضفة الغربية
في الضفة الغربية، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من تصاعد عنف المستوطنين، مشيرًا إلى توثيق 23 اعتداء خلال الفترة بين 15 و26 أبريل، أسفرت عن إصابات وأضرار بممتلكات الفلسطينيين، وأكد فرحان حق أن أحد هذه الاعتداءات طال صبيًا ووالده المسن في تجمع مسافر يطا، ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطِرة غيّرت مجرى حياتهما.
وأضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية شمالي الضفة، ولا سيما في جنين وطولكرم، تسببت في تهجير عشرات الآلاف من السكان، وفاقمت الوضع الإنساني الهش أصلًا، في وقت يواجه فيه عمال الإغاثة قيودًا صارمة على الحركة، تمنعهم من الوصول إلى المحتاجين.
يعيش سكان غزة منذ أكثر من نصف عام تحت قصف متواصل وحصار خانق فُرض عقب اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، في ظل انقطاع الخدمات الأساسية ودمار واسع للمنازل والبنية التحتية، وسط عجز المجتمع الدولي عن كسر الحصار أو وقف الأعمال القتالية، وتشير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة أصبحوا نازحين داخليًا، في واحدة من كبريات الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
أسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 52 ألف شخص وإصابة أكثر من 117 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.